تصاعد عمليات داعش ومستقبل التنظيم

يمكن رسم الخطوط العامة لواقع تنظيم داعش اليوم بأنه ملاحق بالعراق وممزق جغرافيا مع مؤشرات على فقدانه أي تعاون من المجتمعات المحلية في المحافظات السنية، وهي مجتمعات أيضاً لا تتعاون استخباراتيا مع القوات الأمنية إلا من متعاونين محددين يتقاضون رواتب من الأجهزة الأمنية لأسباب تتعلق بنشاطات الفصائل الشيعية المسلحة في مناطقهم وهيمنة هذه الفصائل على الملف الأمني أو جزء منه وممارسات تتعلق بالمكاتب الاقتصادية وتقاضي عمولات على حركة التجارة وغير ذلك من النشاطات التي افقدت السكان المحليين الدافع "الطوعي" للتعاون الاستخباراتي مع الأجهزة الأمنية والاكتفاء بموقف الحياد. 

Image

 

يمكن رسم الخطوط العامة لواقع تنظيم داعش اليوم بأنه ملاحق بالعراق وممزق جغرافيا مع مؤشرات على فقدانه أي تعاون من المجتمعات المحلية في المحافظات السنية، وهي مجتمعات أيضاً لا تتعاون استخباراتيا مع القوات الأمنية إلا من متعاونين محددين يتقاضون رواتب من الأجهزة الأمنية لأسباب تتعلق بنشاطات الفصائل الشيعية المسلحة في مناطقهم وهيمنة هذه الفصائل على الملف الأمني أو جزء منه وممارسات تتعلق بالمكاتب الاقتصادية وتقاضي عمولات على حركة التجارة وغير ذلك من النشاطات التي افقدت السكان المحليين الدافع "الطوعي" للتعاون الاستخباراتي مع الأجهزة الأمنية والاكتفاء بموقف الحياد. 

وفي سوريا التي تتداخل مع الساحة العراقية وظل التنظيم ينظر إليهما بانهما جغرافية واحدة، فإن التنظيم أصبح يعاني من فقدان الحاضنة الاجتماعية وموزع على جغرافيات منفصلة يمارس فيها عمليات قهرية ضد السكان مستغلا الثغرات الأمنية في المناطق الصحراوية الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وسوء أداء قوات سوريا الديمقراطية في حكم السكان المحليين ما افقدها تعاونهم معها في الدلالة على عناصر التنظيم ومواقعهم.

ومنذ خسارته معركة الباغوز في مارس 2019 لم يعد للتنظيم مناطق نفوذ خالصة أو مناطق سيطرة أو ما تعرف باسم مناطق "التمكين". 

وحتى المرحلة التي سبقت مقتل أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، لم تكن عمليات قتل قيادات التنظيم ذات أثر يذكر على نشاطات التنظيم بل على العكس من ذلك، كانت استراتيجياته تتطور بعد كل قائد يقتل.

قُتل أبو عمر البغدادي عام 2010 وكان التنظيم عاجز عن الوصول إلى مراكز المدن العراقية الا بعمليات امنية مثل تفجير سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة، لكن دون نشاط عسكري على مستوى الارتال والدخول في اشتباكات مع القوات الأمنية أو الامريكية قبل انسحابها نهاية عام 2011، لكن كان للتنظيم تواجد ومعسكرات في عمق صحارى الانبار ونينوى.

بعد أبو عمر البغدادي عُين أبا بكر البغدادي خليفة له ومن بين استراتيجياته العودة من المعسكرات الصحراوية والسيطرة على المدن وإقامة "دولة الخلافة الإسلامية"، وتحقق له ذلك عام 2014 بالسيطرة على مساحات شاسعة وفرض سلطته على ملايين السكان في العراق وسوريا.

وبعد مقتل البغدادي الذي جاء بعد سبعة أشهر على خسارة التنظيم جميع معاقله الحضرية في سوريا، ظل التنظيم يحاول إعادة بناء نفسه وهيكلة قواعده وقياداته، لكنه ومع أنه نجح إلى حد ما في استعادة قدرته على تنفيذ العمليات إلا أنها كانت بوتيرة عددية مقبولة نسبيا لكن لم تكن هناك عمليات "نوعية" باستثناء بعض العمليات مثل الهجوم على سجن غويران بداية هذا العام.

خلال الأربع سنوات الأخيرة، فقد تنظيم داعش الكثير من قيادات الصف الأول الذين عملوا برفقة أبو بكر البغدادي حتى مقتله في نهاية أكتوبر 2019 وتولية إبراهيم القرشي (حجي عبد الله قرداش) قيادة التنظيم حتى مقتله في فبراير 2022 وإلى اليوم بعد تولية أبو الحسن الهاشمي القرشي الذي هو بشار خطاب غزال الصميدعي (حجي زيد) المعتقل لدى السلطات التركية منذ أواخر مايو 2022.

ويعتمد التنظيم في رسم معظم سياساته على استراتيجيات الأمير الجديد حيث ان سياسات كل امير توالى على قيادة التنظيم تختلف في بعض الجزئيات عن سلفه بما يعكس الرؤية الشخصية لهذا الأمير واختياره الطرق الأكثر واقعية لبلوغ الأهداف العليا للتنظيم، وهي أهداف متفق عليها قد تشهد بعض المراجعات او التعديلات لكنها لا تخرج عن الهدف في "إقامة دولة إسلامية على منهاج النبوة"، كما في ادبياتهم وايديولوجياتهم.
 

استراتيجيات التنظيم في المرحلة الراهنة:

لابد من التأكد من حقيقة أن تنظيم داعش يعيش صعوبات بالغة في تنفيذ استراتيجياته الثلاث، الحفاظ على العنصر البشري والقدرات المالية والعامل الفكري.

سعى التنظيم للحفاظ على العامل البشري لديمومة وجوده وتنفيذ الهجمات وإدارة نشاطاته عبر اتباع استراتيجية الانسحاب من المدن دون الدخول في معارك كبيرة بعد خسارة الموصل والرقة في 2017 نظرا للصعوبات التي يواجهها في عملية تجنيد المقاتلين خاصة بعد ان فقد الكثير من التأييد في أوساط المجتمعات السنية التي خضعت لسيطرته بين عامي 2014 و2018.

يعاني التنظيم من استنزاف في قدراته البشرية بعد خسارته آلاف من مقاتليه في معارك استعادة المدن في العراق وسوريا، أو باغتيال كبار قادته أو اعتقالهم والقبض على مقاتليه أو المؤيدين له والمتعاطفين معه وصعوبات تعويضهم لصعوبة عمليات التجنيد لأسباب تتعلق بالفشل في إدارة المجتمعات المحلية التي خضعت لسيطرته في سوريا والعراق خلال أربع سنوات، وصعوبات تعويض الخسائر الكبيرة في صفوفه على المستويات القيادية والمستويات الأخرى.

في عدد صحيفة النبأ الأسبوعية الصادر في 10 أغسطس 2022، وهي صحيفة الكترونية تصدر كل يوم خميس عن الإعلام المركزي للتنظيم أسبوعيا، نفذ التنظيم 10 عمليات في حين تعدت عملياته في العراق فقط 100 عملية يوميا خلال العام 2013، هذا يقودنا إلى واقع أن اعداد مقاتلي التنظيم المسلحين منهم في العراق قد لا تتجاوز مئات المقاتلين خلافا لتقديرات الأمم المتحدة ودوائر أمريكية وجهات عراقية يقدرون اعدادهم ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف مقاتل. 

أما التحدي الثاني فيتعلق بتراجع قدراته المالية وانعكاساتها على الإنفاق على المقاتلين وتعزيز القدرات القتالية جراء المزيد من الملاحقات الدولية لشبكات التمويل وتضييق الخناق على حركة الأموال والتبرعات، إضافة إلى فقدانه مناطق سيطرة كانت تحوي على ثروات طبيعية، ومناطق نفوذ تتيح له ممارسة عمليات ابتزاز أو جباية ضرائب من التجار ورجال الاعمال والشركات العاملة في مناطق سيطرته.

لكن خسارة التنظيم جميع مدن سيطرته في العراق بحلول نهاية عام 2017 وفي سوريا بحلول ربيع 2019 أتاح لقيادة التنظيم استثمار جزئي لتلك الخسارة في التخلص من أعباء الإنفاق على الخدمات وإدارة المدن وتحرير جهود آلاف الإداريين والامنيين وتحويل مهامهم إلى مهام قتالية. 

اما التحدي الاستراتيجي الثالث، فهو تراجع التجنيد نتيجة تراجع الإقبال على أفكار ومنهج التنظيم في أوساط المجتمعات المحلية التي خضعت لسنوات من حكمه التي تميزت بالفشل في كسب السكان نتيجة فرض التنظيم فهمه الخاص لتطبيق الشريعة الإسلامية بأساليب لم تعتد عليها المجتمعات، إضافة إلى الحملات الإعلامية الموجهة التي تستهدف أفكار التنظيم ومنهجه.

الاستراتيجيات القتالية لتنظيم داعش :

بعد خسارة التنظيم آخر معاقله في سوريا في منطقة الباغوز على الحدود السورية مع العراق في مارس 2019، وجد التنظيم نفسه أمام تحدي الحفاظ على ما تبقى من مقاتليه وتوزيعهم للعمل بمجموعات صغيرة متنقلة باعداد اقل من 15 مقاتلا للمجموعة الواحدة.

وتنتهج مجموعات التنظيم أساليب مبتكرة في شن الهجمات دون الدخول في اشتباكات مباشرة مع القوات الأخرى، أو محاولات اقتحام المدن واستعادة السيطرة عليها مرة أخرى لتجنب الخسائر في صفوفه بالقصف الجوي الذي عادة يستهدف تجمعات التنظيم ومعسكراته ومقراته.

واعتمدت قيادات التنظيم زيادة وتيرة عمليات مقاتليه أو خفضها على استغلال الثغرات الأمنية لاستهداف المصالح الحكومية أو مواقع الحشدين الشعبي والعشائري والقوات الأمنية والمتعاونين معها من السكان، إلى جانب ما يتوافق مع قدراته على تمويل نشاطاته العسكرية إضافة إلى وفرة العنصر البشري.

ان معظم العمليات التي ينفذها مقاتلو التنظيم تشير إلى هجمات تستهدف مواقع وثكنات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشدين الشعبي والعشائري أو قوات البيشمركة الكردية.

كما ينفذ التنظيم عمليات أخرى تتمثل في نصب الكمائن أو زرع العبوات الناسفة أو عمليات التصفية الجسدية أو الخطف، وهي عمليات لا تحتاج في تنفيذها إلا إلى أعداد قليلة قد لا تصل إلى خمسة مقاتلين في أعلى التقديرات.

وإلى جانب ان تنظيم داعش يستغل المناطق الهشة امنيا، الا ان هجماته الأخيرة التي تميزت بحرية حركة مقاتليه وتنقلهم في مناطق عدة في المناطق المحاذية للحدود الإدارية لإقليم كردستان، تؤكد الفشل الأمني والاستخباراتي في المعرفة الاستباقية للمناطق التي ينوي التنظيم مهاجمتها، في ذات الوقت نجاح الجهد الاستخباراتي للتنظيم في تشخيص الثغرات الأمنية والدخول منها لتنفيذ هجماته على مواقع عسكرية تابعة لقوات البيشمركة او مواقع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.

تراجع عمليات التنظيم في العراق:

ذكرت صحيفة النبأ في العدد الذي يغطي الفترة ما بين 10 و17 نوفمبر ان مقاتلي التنظيم نفذوا عملية واحدة فقط في العراق، وهو اقل معدل اسبوعي لعمليات التنظيم في العراق.

وفي ذات العدد الذي يحمل الرقم "365" دعت الصحيفة في افتتاحيتها انصار التنظيم والمقاتلين الأجانب للهجرة إلى موزمبيق التابعة لولاية وسط افريقية في سياق أوسع من دعوات للهجرة من سوريا والعراق إلى افريقيا ابتدأت في وقت مبكر من خسارة التنظيم بلدة الباغوز عام 2019 وادراكه حقيقة الصعوبات التي تواجهه في سوريا والعراق.

لكن ذلك لا يعني تراجعا في العمليات المعتادة التي يعلن عنها التنظيم وهي بمعدل يتراوح بين 5 و8 عمليات أسبوعية في العراق، وفق ما تنشره صحيفة النبأ.

ذكرت صحيفة النبأ الأسبوعية في عددها الصادر يوم الخميس الذي يغطي عمليات التنظيم "المؤكدة" بين 17 و24 نوفمبر 2022 ان التنظيم نفذ 5 عمليات في العراق واحدة منها في كركوك واربع عمليات في محافظة ديالى، اسفرت عن 11 إصابة بين قتيل وجريح.

ففي هذا الأسبوع نفذ التنظيم عدة عمليات وصفت بعضها بانها عملية "نوعية" مثل الهجوم على ثكنة عسكرية تابعة للجيش العراقي عند "قضاء الدبس" شمال غربي كركوك في 19 نوفمبر، أودى بحياة أربعة افراد من الجيش العراقي والاستيلاء على أجهزة اتصال لاسلكية وهواتف عدد من الجنود واسلحتهم.

ولاهمية الهجوم الذي كان هجوما "نوعيا" بعد فترة طويلة من تراجع عمليات التنظيم عدديا ونوعيا، اكدت وزارة الدفاع الامريكية على التزامها بالشراكة الاستراتيجية مع العراق والحفاظ على ما تبقى من قوات أمريكية لدعم القوات الأمنية العراقية في الحرب ضد التنظيم.

وفي اليوم التالي نفذ مقاتلو التنظيم هجوما في منطقة العظيم بمحافظة ديالى بثلاث عبوات ناسفة استهدفت دورية للحشد الشعبي اسفر عن مقتل قياديين اثنين من بينهما احمد مكصد آمر فوج الاشتر في لواء علي الأكبر (لواء 11 التابع للحشد الشعبي)، واصابة خمسة اخرين وتدمير اليتين عسكريتين.

وفي 21 نوفمبر تعرض مقاتلو التنظيم على اللواء 62 حشد شعبي في ناحية قرة تبة بمحافظة ديالى وعمليات أخرى في منطقة الرشاد بمحافظة كركوك استهدفت الشرطة الاتحادية.

في مقابل ذلك، واصلت القوات الأمنية بالتنسيق مع ألوية الحشد الشعبي عملية "الإرادة الصلبة" في مرحلتها الثامنة لمطاردة عناصر التنظيم وتطهير مناطق العمليات من تواجدهم والحد من نشاطاتهم، وهي عمليات انطلقت في ديسمبر من العام الماضي في محافظة ديالى ومناطق مجاورة في محافظتي كركوك ونينوى.

ولتعزيز عملية الإرادة الصلبة، شاركت القوة الجوية العرقية بعدد من الغارات الجوية في مناطق كركوك ذكرت وسائل اعلام رسمية ان طائرات F-16 نفذت في 12 نوفمبر ضربات جوية قرب كركوك على مواقع للتنظيم عثرت القوات الأمنية بعد الغارات على جثث خمسة من مقاتلي التنظيم مع أسلحتهم.

وإضافة الى مقتل مسؤول التفخيخ حسين العيساوي في الموصل، اعلن اللواء 11 حشد شعبي (لواء علي الأكبر) عن مقتل أبو حسن النعيمي احد شرعيي التنظيم في اشتباكات في محافظة ديالى التي شهدت تصعيدا في عمليات التنظيم في الأسابيع الأخيرة.  

 

انتشار عناصر التنظيم وحقيقة اعدادهم في العراق: 

وفق بيانات الأمم المتحدة لعام 2021 فان هناك اعداد تصل إلى عشرة الاف عنصر بعضهم "خلايا نائمة".

وعاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، للتأكيد ثانية في أغسطس 2022 على أن عدد مقاتلي التنظيم بين سوريا والعراق يصل إلى 10 آلاف، وأن هذا التنظيم لا يزال "يهدد السلم والأمن الدوليين، رغم هزيمته الإقليمية، والخسائر التي منيت بها قيادته".

وفي السياقات المتعارف عليها، وفي قراءة لواقع العمليات التي يشنها التنظيم فإن مفهوم الخلايا النائمة لا يعد واقعيا، ولا تبدو أن هناك خلايا نائمة تشكل خطرا حقيقيا على الأمن والاستقرار.

فالخلايا النائمة هي مجموعة من المنتمين إلى تنظيم معين يعيشون بشكل طبيعي وسط السكان فيما يتلقون اوامرهم من قياداتهم لتنفيذ مهام تتعلق بجمع المعلومات أو الاغتيالات أو تسهيل الهجمات أو تسيير الأمور المالية.   

وفي قراءة لنشاطات تنظيم داعش في العراق خلال هذا العام بعد عشرات العمليات الأمنية والقصف الجوي لمواقع وانفاق التنظيم طيلة السنوات الأربع، وقياسا على ما تنفذه مجاميع التنظيم من عمليات زرع عبوات أو نصب كمائن أو هجمات على ثكنات أو عمليات امنية مثل خطف أو اغتيال مسؤولين وضباط ومتعاونين مع القوات الأمنية فان اعداد التنظيم في العراق قد لا تتعدى حدود المئات، وعلى وجه ادق يمكن تقدير اعدادهم ما بين 300 إلى 500 مقاتل.

تتوزع مجاميع التنظيم على جغرافيات معزولة عن بعضها باعداد تبدو قليلة في المناطق الجبلية، سلسلة جبال مخمور في محافظة نينوى على الحدود الإدارية لإقليم كردستان، وجبال حمرين في منطقة سد العظيم في محافظة ديالى، وسلسلة جبال مكحول في محافظة صلاح الدين، إضافة إلى حوض وادي حوران الذي يمتد من الحدود السعودية وينتهي في نهر الفرات في قضاء حديثة بالقرب من قاعدة عين الأسد التي تستضيف قوات أمريكية. 

كما تتواجد مجموعات التنظيم في مناطق صحراوية نائية شمال غربي الانبار في الصحراء الممتدة شمالا إلى صحراء محافظة نينوى المتاخمة للحدود مع محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، إضافة إلى اعداد غير معروفة في منطقة الطارمية 40 كيلومترا إلى الشمال من بغداد وفي محافظة ديالى ومحافظتي نينوى وصلاح الدين خاصة في محيط مدينة سامراء شمال بغداد التي تخضع لسيطرة سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري.

الاستنتاجات:

  1. تراجعت قدرات تنظيم داعش القتالية والمالية، ولم يعد التنظيم يملك ما يكفي من الإمكانيات ليشكل تهديدا "حقيقيا" لامن العراق واستقراره أو عموم دول منطقة الشرق الاوسط والعالم باستثناء بعض الدول في وسط افريقيا وغربها. لكن هذا لا يعني نهاية خطر التنظيم الذي اصبح يتجه لتشكيل ولايات وفرض السيطرة على مناطق ومدن استراتيجية في ولايتي غرب ووسط افريقيا ويدعو اتباعه للهجرة إلى هناك.
  2. من المحتمل ان تكون هجرة التنظيم إلى افريقيا ليست هي الغاية، انما هي حالة اضطرارية للبقاء بعيدا عن الملاحقات وإعادة ترتيب اوضاعة وبناء قدراته تمهيدا للعودة إلى المنطقة (سوريا والعراق)، وهذا قد لا يتحقق في المدى المنظور بل هناك حاجة لسنوات كافية قد تصل إلى عقد كامل لمثل هذا الاعداد والتهيئة لاستعادة العمل على استراتيجياته بإقامة "دولة الخلافة الإسلامية" في دولة أو اكثر من دولة من دول المنطقة. 
  3. من المتوقع ان يحافظ التنظيم على وتيرة عمليات توازن بين اثبات وجوده امام اتباعه في ولاية الشام والولايات الأخرى خارج سوريا، وبين مواصلة استراتيجياته في استنزاف الخصوم والاعداء، وهم هنا قوات النظام بالدرجة الأولى وقوات سوريا الديمقراطية بالدرجة الثانية. 

 

 

lang.evaluate content

التعليقات السابقة